24 قتيلاً بسبب انهيار أرضي جراء هطول الأمطار شمال غرب الصين
24 قتيلاً بسبب انهيار أرضي جراء هطول الأمطار شمال غرب الصين
أعلن قسم إدارة الطوارئ في بلدية شيآن الصينية، الثلاثاء، عن وفاة 24 شخصًا وفقدان ثلاثة عقب هطول أمطار غزيرة تسببت في حدوث انهيار طيني في قرية تقع على مشارف منطقة شيآن حاضرة مقاطعة شنشي شمال غرب الصين.
وذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، نقلا عن قسم الطوارئ، أن جهود البحث والإنقاذ لا تزال مستمرة برغم إجراء عدة جولات من البحث المكثف الذي غطى مساحة تمتد لأكثر من 300 كيلومتر من المجرى المائي.
وتعرضت الصين في الأسابيع الأخيرة إلى أمطار غزيرة وفيضانات قاتلة، وقد لقي عشرات الأشخاص مصرعهم جراء عواصف في شمال البلاد.
ومساء الجمعة، ضربت فيضانات مفاجئة جبال قرية ويجيبينغ، جنوب شيآن عاصمة إقليم شنشي الشمالي وأدت إلى انزلاق للتربة جرف معه منزلين وألحق أضرارا بطرقات وجسور وإمدادات الطاقة وغيرها من البنى التحتية، بحسب السلطات المحلية.
وحشد أكثر من ألف شخص لعمليات الإنقاذ بينهم عناصر إطفاء ومئة جندي، بحسب ما أشارت السلطات ووسائل الإعلام الرسمية.
وبثت إذاعة "سي أن آر" الوطنية الصينية، صورا على شبكة "ويبو" الاجتماعية تظهر عناصر الإنقاذ يزيلون الصخور والأشجار من على أطراف نهر ويحملون الضحايا على نقالات.
وجاءت الأمطار الغزيرة الأخيرة التي تجاوزت المستويات القياسية في أعقاب أسابيع من موجة حر تاريخية، ويقول علماء إن مثل هذه الظواهر الجوية القصوى تتفاقم بسبب تغير المناخ.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".